1 )- إن الخوض في قضايا التشخيص المتعلقة بالعين لا يعتبر خوضا في مسائل غيبية، فللعين أعراض وآثار تدل على حدوثها، وقد مر آنفا بعض الأحاديث الدالة على هذا
المفهوم، كما ثبت من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: ( استرقوا لها فإن بها النظرة
) {متفق عليه}، وقول أسماء - رضي الله عنها - لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد جعفر - رضي الله عنهم - : ( إن العين تسرع إليهم ) كما في الحديث الثابت
آنف الذكر، وفيه دلالة أكيدة على رؤية بعض الأعراض التي يمكن على ضوئها تحديد الإصابة بالعين، وقد تكلم أهل العلم في ذلك فأوضحوا الأثر وبينوه.
2)- إن العلاقة مطردة بين الإصابة بالعين وكافة الأمراض الأخرى التي تتعلق بالنفس البشرية كالصرع والسحر ونحوه، وقد تكون الأعراض مشتركة بين كافة تلك الأمراض
بسبب تسلط الأرواح الخبيثة على الإنسان، وعلى ذلك فلا بد للمعالج من توخي الدقة والتريث وعدم الاستعجال في الحكم على الحالة، ودراستها دراسة علمية موضوعية بكافة
جوانبها لتحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله سبحانه وتعالى .
3)- إن المصلحة الشرعية تحتم على المعالج التأكد أولا من سلامة الناحية العضوية الخاصة بالحالة المرضية، وذلك بتوجيه النصح والإرشاد للمريض بإجراء الفحوصات
الطبية اللازمة للتثبت من خلو الحالة من الأمراض العضوية .
4)- لا بد من اهتمام المعالج اهتماما شديدا بقضية هامة وخطيرة تتعلق بظهور بوادر الإصابة بالعين لبعض الحالات المرضية مع أن الحالة تعاني أصلا من مرض عضوي معين،
وهذه الأمراض قد تكون ناتجة عن أسباب عضوية بحتة وقد تكون نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد، ومن هنا كان لا بد للمعالج من الاهتمام بناحية الرقية الشرعية
فقط دون التدخل في القضايا الطبية لأن هذا الأمر يدخل ضمن نطاق الأمور الغيبية التي تخفى على المعالج، فلا نستطيع القول أن كل حالة مرضية تعاني من مرض السرطان
كانت بسبب التعرض للإصابة بالعين والحسد، وهذا يحتم على المعالج الاهتمام بهذا الجانب فقط وتقديم النصح والإرشاد للمريض وذويه للاستمرار في اتخاذ الأسباب الحسية
المباحة الداعية للشفاء بإذن الله تعالى من خلال مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين .
وقد تظهر آثار العين على الحالة المرضية أثناء الرقية الشرعية ويبدأ المريض في الشعور بالتحسن، مع أن المريض أصلا قام باتخاذ كافة الوسائل الطبية المتاحة ولم
تفلح تلك الوسائل في تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية له، ومع ذلك فإن الواجب الشرعي يحتم على المعالج تقديم النصح والإرشاد للمتابعة الطبية وبذلك نجمع بين
اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية المباحة للشفاء، وفي اتباع كل ذلك خير للمريض بإذن الله سبحانه وتعالى .
5)- لا بد من التنبيه تحت هذا العنوان لأمر هام جدا، وهو عدم التسرع في الحكم على الحالة المرضية، خاصة من قبل العامة وأهل وأقرباء المريض، دون استشارة أهل
العلم والدراية والخبرة والممارسة، وقد مر آنفا أن الأعراض المتعلقة بالحالة المرضية، قد تكون بسبب أمراض عضوية أو قد تكون ناتجة عن صرع الأرواح الخبيثة بناء
على أفعال سحرية خبيثة، أو صرع عشق ونحوه، وهنا تكمن أهمية التريث والتأني قبل اصدار التشخيص والحكم على الحالة، وسؤال من هم أهل لذلك والأخذ بنصحهم وتوجيهاتهم
وإرشاداتهم .
وفيما يلي أذكر أنواع العين على النحو التالي :
أ - من حيث جهة العائن :
1- العين الإنسية
2- العين الجنية
قال ابن القيم "رحمه الله " : والعين عينان : عين إنسية، وعين جنية، فقد صح عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في
وجهها سفعة ، فقال : ( استرقوا لها، فإن بها النظرة ) {متفق عليه} { الطب النبوي – 164 }.
ب - من حيث التأثير والفعل :
1)- العين القاتلة ( السمية أو النارية ) : ويؤدي هذا النوع من أنواع العين لقتل المعين بسبب التأثير الشديد الحاصل نتيجة العين السمية، أو إحداث أمر لا يمكن
تداركه أو علاجه، بحيث تؤدي إلى حدوث تلف شديد في مناطق حساسة في الجسد ويكون نتيجتها الحتمية الوفاة، وقد ثبت من حديث جابر وأبي ذر - رضي الله عنهما - قالا
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر ) {السلسلة الصحيحة - 1249 }.
2)- العين المعطلة ( المتلفة ) : وهذا النوع من أنواع العين يؤدي إلى إتلاف العضو وتعطيله عن العمل بشكل دائم، ويقسم هذا النوع إلى قسمين :
أ )- العين المعطلة نتيجة التعرض لأسباب حسية : ويؤدي هذا النوع إلى تعطيل أبدي للعضو نتيجة التعرض لسبب حسي معين، ومثال ذلك أن يصاب الإنسان بالعمى نتيجة تعرضه
لحادث معين بسبب الإصابة بالعين، وهذا النوع من أنواع العين لا تفلح معه الرقية الشرعية بسبب الآثار التي تتركها العين والتي لا يمكن تدارك نتائجها أو علاجها
.
ب )- العين المعطلة دون التعرض لأية أسباب حسية معينة : وهذا النوع يتأتى فجأة دون أن يتعرض الإنسان لأية أسباب حسية محددة، ومثال ذلك الإصابة بالعمى أو الشلل
وعند إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لا تتبين أية أسباب عضوية معينة لذلك، وهذا النوع تنفعه الرقية الشرعية بإذن الله تعالى إن لم تصل درجة العين وقوتها إلى
حد العين السمية والله تعالى أعلم .
3)- العين المؤثرة بتأثير مرضي : وهذا النوع من أنواع العين يؤدي للإصابة بالأمراض المتنوعة، وقد تظهر بعض أعراض تلك العين على المريض، فقد ثبت من حديث جابر
بن عبد الله – رضي الله عنه – قال
رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة
) قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، قال
ارقيهم ) قالت: فعرضت عليه فقال: ( ارقيهم ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – برقم 2198 ) ، وقد ثبت من حديث أم سلمة
– رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة رأى بوجهها سفعة : ( استرقوا لها فإن بها النظرة
) {متفق عليه}، وهذا يؤكد أن آثار العين قد تظهر على المعين وتسبب له الأمراض والأسقام .
سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال التالي: (هل النسيان والصداع والدوخة والنزيف والإسقاط وغيرها لها علاقة بالعين أو الحسد أو السحر) ؟
يقول الشيخ عطية محمد سالم " رحمه الله " : ( ولما كانت الإصابة بالعين من أخطر الأمراض كما قيل، إنها تورد البعير القدر، وتدخل الرجل القبر، وتشترك إصابات
" العين " مع الأمراض التي تصيب الإنسان على اختلاف أنواعها وتفاوت آثارها. وقد وجدت النصوص في الوقاية منها عند التخوف من وقوعها، والعلاج من إصابتها بعد
وقوعها ). ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 5 ) .
ومما لا شك فيه أن بعض الأمراض المعروفة اليوم قد يكون سببها الإصابة بالعين والحسد، ويستغرب الكثيرون من تلك الحقيقة، بل قد يقدح بعض الأطباء المتخصصين في ذلك،
وقد يصل الأمر بهم درجة القذف والتهجم واعتبار ذلك الكلام من الهرطقات والخزعبلات، وادعاء أن العلم يقف ضد ذلك بل ويحاربه، معتمدين بذلك على الدراسة النظرية
والعملية وكافة الأساليب والوسائل التقنية الحديثة التي توصل إليها الطب الحديث وأهله، ومع كل ذلك فلا بد من الإقرار والإذعان لهذه الحقيقة الهامة، وقد قررت
النصوص الحديثية ذلك قبل ألف وأربعمائة سنة حيث ثبت من حديث جابر " رضي الله عنه " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء
الله وقدره بالعين ) ( السلسلة الصحيحة 747 ) .
إن انتشار الأمراض المتنوعة والخطيرة وموت الكثيرين من الناس نتيجة لذلك لا يعني مطلقا أن كافة هذه الأمراض أمراض عضوية بحتة، فقد تكون بعض تلك الأمراض نتيجة
التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ولم يقرر الطب التخصصي بكافة فروعه وأقسامه في يوم من الأيام أن فلانا قد مات نتيجة للإصابة بداء العين والحسد، وهذا الكلام
لا يعني مطلقا أن كافة الأمراض الموجودة على الساحة اليوم تعزى نتيجتها للإصابة بهاذين الداءين العظيمين، فلا إفراط ولا تفريط، بل إن الواجب الشرعي يحتم اتخاذ
كافة الأسباب الشرعية والحسية المباحة للاستشفاء من كافة الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها، ومن ثم فلا بد من الاعتراف بهذه الحقيقة الهامة التي سوف توفر
الفرصة المواتية لعلاج كافة الأمراض سواء كانت عضوية أو روحية عن طريق مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين، وكذلك اللجوء للرقية الشرعية الثابتة
في الكتاب والسنة، والتيقن بأن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده .
ويقسم هذا النوع من أنواع العين إلى قسمين :
أ - العين المؤثرة بالأمراض العضوية المعروفة : وهذا النوع من أنواع العين يؤدي إلى أمراض عضوية تحدد وتشخص من قبل الأطباء والمتخصصين وتكون معروفة لديهم كمرض
السرطان والسل ونحو ذلك من أمراض متنوعة أخرى، ويكون الأصل في هذه الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ويقسم هذا النوع إلى الأنواع التالية :
1)- العين المؤثرة بالآلام والأسقام :
أ- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثير كلي : وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد، ويشعر من خلال ذلك بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على
القيام بالأعمال الدورية المعتادة .
ب- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثير جزئي : وفيه يتعرض المعين لمرض يتركز في جهة محددة من الجسد، وله أعراض معينة، وعند قيام المريض بالفحص الطبي يتبين وجود
أسباب طبية نتيجة لتلك المعاناة .
ج- العين المؤثرة بألم عضوي متنقل : وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام متنقلة في جميع أنحاء الجسد، فتارة يشعر بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المفاصل
وهكذا .
2)- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية : وتنقسم إلى قسمين :
أ- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية قصيرة الأمد : وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان، وتستمر تلك التشنجات لفترات
قصيرة الأمد نسبيا، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الاجتماعية للمريض كالغضب والفرح ونحوه، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد
.
ب- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية طويلة الأمد : وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات
طويلة نسبيا، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الخارجية للمريض كما أشرت في الفقرة السابقة، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد .
3)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية : وتنقسم إلى قسمين :
أ )- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية الدائم : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا دائما، فلا تعود تلك
الحواس للمعين إلا بعد انتهاء العين وشفاء المريض بإذن الله تعالى .
ب)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية المؤقت : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا مؤقتا، ويتقلب الحال
من وقت إلى وقت ومن زمن إلى زمن .
4)- العين المؤثرة بالشلل العضوي : وتنقسم إلى :
أ)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الكلي : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي كلي في جميع أنحاء الجسد، فلا يستطيع المريض الحراك مطلقا، ولا تعود له
عافيته إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى .
ب)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الجزئي : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي يختص بمنطقة معينة كاليد أو القدم أو الرأس ونحوه، ويبقى العضو معطلا
فترة من الزمن ثم يعود إلى سابق عهده، وتنتهي المعاناة بإذن الله تعالى عند انتهاء العين .
ج)- العين المؤثرة بالشلل العضوي المتنقل : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي متنقل ، فتارة يصيب الشلل منطقة اليد ، وتارة أخرى منطقة القدم
وهكذا، ولا ينقطع هذا الأمر إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى .
5)- العين المؤثرة بالخمول : وتنقسم إلى قسمين :
أ)- العين المؤثرة بالخمول الدائم : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول دائم ينتاب جميع أنحاء الجسم، فيشعر المريض دائما بالفتور والخمول وعدم القدرة على
العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر .
ب)- العين المؤثرة بالخمول المؤقت : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول مؤقت ينتابه بعض الفترات وتتراوح نسبة ذلك الخمول بحسب قوة العين وتأثيرها، فيشعر
المريض أحيانا بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر، وتارة أخرى يكون نشيطا قويا يعيش كأي إنسان طبيعي آخر.
6)- العين المؤثرة في حصول الاستحاضة : وعادة ما يصيب هذا النوع النساء.
ب -العين المؤثرة بالأمراض العضوية غير المعروفة : وطبيعة هذه الأمراض أنها لا تشخص من قبل الأطباء ولا يقفوا على الأسباب الحقيقية ورائها، وهنا لا بد من الإشارة
لنقطة هامة جدا وهي أن بعض الأمراض لم يقف الطب على حقيقتها ومعرفة أسبابها لعدم توفر الإمكانات الطبية أو العلمية المتاحة لاكتشافها والوقوف على حقيقتها، والمقصود
من الكلام السابق أن كل مرض لم يقف الطب على حقيقته لا يعني مطلقا أنه تأتى بسبب الإصابة بالعين والحسد، ومن هنا كان الواجب يحتم الدراسة العلمية الموضوعية
المستفيضة للحالة للوقوف على الأسباب الرئيسة للمعاناة والألم والاهتمام بالجانب الديني والمتمثل في الرقية الشرعية، وكذلك التركيز على الجوانب الطبية الأخرى
في الاستشفاء والعلاج، ومن هنا يكتمل البحث والدراسة في الأسباب الشرعية والحسية التي تسعى بمجملها لتقديم جل ما تستطيع لخدمة الإسلام والمسلمين وتحقيق المصلحة
الشرعية من وراء ذلك ، وتقسم تلك الأمراض إلى قسمين :
1)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الكلي الدائم : ويؤدي هذا النوع من أنواع العين للآلام والأوجاع المستمرة والعامة في جميع أنحاء الجسد، وقد تتنقل
تلك الآلام من عضو لآخر دون تحديد وتشخيص أعراضها من الناحية الطبية .
2)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الجزئي الدائم : وتؤدي للآلام والأوجاع المستمرة ولكنها تختص بعضو من أعضاء الجسم البشري ، وكذلك لا يتم تشخيص
تلك الأعراض من الناحية الطبية .
4)- العين السببية الوقتية : وهذا النوع من أنواع العين يصيب الإنسان بسبب مظهره ونشاطه وحركته، ويقسم إلى قسمين :
أ - عين تأثير سببي وقتي تتعلق بالعمل والفعل : ويؤثر هذا النوع على عمل وفعل المصاب، ويتعلق بجانب معين في حياة المعين، دون ظهور أية آثار جانبية أخرى متعلقة
بحياته العامة أو الخاصة، وتلك بعض النماذج على هذا النوع من أنواع العين :
* تؤدي للصدود عن الدراسة والمذاكرة بسبب التفوق الدراسي، وتتعلق بهذا الجانب في حياة المعين دون أن تترك أية آثار جانبية أخرى تتعلق بحياته الزوجية أو الأسرية
ونحوه .
* تؤدي لكراهية التدريس وكراهية كل ما يتعلق بهذا الجانب، بسبب النشاط والجد والمثابرة دون أن يتعدى ذلك الأثر الجوانب الأخرى في حياة المريض كما أشرت في النقطة
السابقة .
* تؤدي لكراهية المنزل، والشعور بضيق شديد أثناء التواجد فيه، بسبب التصميم والديكور والأثاث ونحوه، وكذلك يكون التأثير متعلقا فقط بهذا الجانب دون التأثير
على الجوانب الأخرى.
ب - عين تأثير سببي وقتي تتعلق بالمظهر والشكل : ويؤثر هذا النوع على مظهر أو شكل المصاب، دون التأثير على المظاهر الأخرى، بسبب أن العين قد أصابت هذا المظهر
دون غيره من المظاهر الأخرى، كالجمال أو نعومة الشعر ونحوه، وتلك بعض النماذج على هذا النوع من أنواع العين :
* تؤدي لكراهية لبس الحلي خاصة الذهب بالنسبة للنساء وعدم القدرة على فعله ، وحال القيام بذلك فقد يؤدي لتقرحات شديدة، أو ضيق شديد في الصدر، وتشعر المرأة
معها بعدم ارتياح، ولا ينفك عنها ذلك الشعور إلا بخلعها لتلك الحلي الذهبية، أو قد يؤدي ذلك لفقدانها أو كسرها أو تلفها، وقد يحصل كل ذلك بسب ظهور المرأة متزينة
بالحلي بشكل ملفت للنظر .
* تؤدي لعدم القدرة على إرضاع المولود، أو عدم قبول المولود الرضاعة من الأم ، بسبب قيامها بذلك أمام بعض النسوة.
* تؤدي لتساقط الشعر، وأحيانا قد يؤدي للصلع، خاصة عند بعض النساء ممن اشتهرن بنعومة شعورهن وجماله وطوله .
مع الأخذ بعين الاعتبار مراجعة المستشفيات والمصحات والأخصائيين لإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة لتحليل تلك الأعراض والوقوف على حقيقتها وأسبابها الرئيسة،
وقد تكون الأسباب الخاصة بالحالة المرضية متعلقة بأمراض طبية، ومن هنا كان لا بد للمعالج من الاهتمام غاية الاهتمام بكافة الجوانب المتعلقة بالحالة ودراستها
دراسة علمية موضوعية مستفيضة ليستطيع أن يقوم بعمله على الوجه المطلوب .
5)- العين أو النفس العارضة ( الإعجاب - الغبطة ) :
وهذا النوع من أنواع العين عادة ما يصيب الإنسان أو الأمور العينية كالبيت والسيارة، وما يميز ذلك النوع أن العائن لا يتمنى ولا يقصد زوال النعمة للشيء المعين،
بقدر إعجابه وحبه لتملكه فتقع العين ويقع تأثيرها بإذن الله سبحانه وتعالى .
قال الأصفهاني مبيناً الفرق بين الغبطة والمنافسة : ( فمجرد تمني مثل خير يصل إلى غيره فهو غبطة، وإن زاد على التمني بالسعي لبلوغ مثل ذلك الخير أو ما فوقه فمنافسة
) ( الذريعة إلى مكارم الشريعة – ص 144 ) .
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي
وقد يطلق عليه - أي العين - أيضا الحسد، وقد يطلق الحسد ويراد به الغبطة، وهو تمني ما يراه عند الآخرين من غير زواله
عنهم ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ) .
فائدة مهمة : لا يقتصر تأثير العين على الإنسان فقط، فقد يتعدى تأثير العين لغير الإنسان من حيوان وجماد وهذا ما أكدته النصوص الحديثية وبينه أهل العلم الأجلاء،
وما تواترت به الروايات، وقد حصل معي كثير من المشاهدات التي لا تعد ولا تحصى .
يقول الشيخ عطية محمد سالم "رحمه الله " : ( وقد تصيب العين غير الإنسان من حيوان وجماد، ومن ذلك ما ساقه ابن عبد البر ايضا عن الأصمعي قال : رأيت رجلا عيونا
سمع بقرة تحلب فأعجبه صوت شخبها، فقال : أيتهن هذه ؟ قالوا الفلانية، لبقرة أخرى، يورون عنها فهلكتا جميعا ... الموري بها والموري عنها ... ) ( العين والرقية
والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 15 ) .