عُهد على الجيش التركي أيام الخلافة العثمانية أنه كثير العدد حتى قيل في حقه الجيش التركي إذ أغبر، من حجم النقع والغبار الذي يثيره في حال تحركه، أما اليوم
فمن
حق هذه المقولة أن تتحول إلى الجيش التركي إذ أبحر بعد التهديدات الأردوغانية التي تعهد فيها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بتسيير قافلة سفن جديدة لكسر
الحصار على غزة هاشم بحيث يكون هو بنفسه على رأسها وترفع سفنها علم حلف الناتو كون تركيا أحد أعضائه، حيث تسعى واشنطن جاهدة إلى ثنيه عن موقفه…
كالعادة المعروفة والمعهودة خرج الحرس الثوري الإيراني بفكرة الاستعداد لمرافقة السفن الساعية إلى كسر الحصار من أجل حمايتها واضعا شرطا موافقة المرشد الأعلى
للثورة الإيرانية علي خامنئي وكأن الحرس الثوري الإيراني دولة مستقلة لا علاقة لخامنئي بها، وكأن أهل غزة كانوا بحاجة إلى كل هذا الوقت حتى يخرج الإيراني بفك
حصاره بهذه الطريقة، وهم يعرفون تماما الصمت الإيراني العملي الفعلي ومعه حزب الله الذي كان على مرمى حجر من الأراضي الفلسطينية حين كانت المحرقة الغزية تتواصل
على أيدي نازيي العصر الصهاينة …
الحديث في قضية غزة ينبغي أن يتركز ويتمحور على المشكلة الحقيقية وجوهرها وليس على عرضها، وجوهرها هو الحصار الظالم المفروض على أكثر من مليون ونصف المليون
محاصر، وليست المسألة تفتيش سفن أو عدم تفتيشها ، ووصول مساعدات أو عدمه، فليس بالمساعدات يحي البشر، وأهل غزة ليسوا متسولين للعالم، وإنما ثمة حصار ظالم على
البشر والحجر يمنع القريب أن يزور قريبه ويمنع الطالب من دراسته ويمنع التاجر من تجارته ويمنع الذي دمر منزله من بنائه وترميمه…