شغلت الكعبة مكانة بارزة في الوعي العربي قبل الإسلام وبعده، فالكل اتفق على أن الكعبة بيت الله تعالى، وأن تعظيمها واجب وفرض، ومن مظاهر التعظيم كسوة الكعبة،
التي احتفوا بها كثيراً.
ويرجع تاريخ الكسوة إلى مئات السنين قبل الإسلام وحتى الآن، ولذا تنوعت مواصفاتها تبعاً للعصور والإمكانات المادية والتطور.
والكسوة الحالية تُنسج من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه عبارات التوحيد، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد في الثلث الأعلى من
هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95سم ، ويحيط الحزام بالكسوة كلها ويبلغ طوله 47 متراً.
أما ستارة باب الكعبة، ويطلق عليها البرقع، فمصنوعة من نفس قماش الحرير الأسود، وارتفاعها (6.5) متراً ، وعرضها (3.5) متراً.
وتبطن الكسوة كلها بقماش خام قوي، وتتكون من خمس قطع تغطي كل واحدة منها وجهاً من أوجه الكعبة، والخامسة هي الستارة التي توضع على الباب.
تاريخ الكسوة
ويرجع بعض المؤرخين تاريخ الكسوة إلى نبي الله إسماعيل عليه السلام، والمتفق عليه تاريخياً أن ملك حمير "تبع أبي كرب أسعد" أول من كساها قبل أكثر من مائتي عام
من الهجرة، وكساها أكثر من مرة وصنع للكعبة باباً ومفتاحاً، وتبعه خلفاؤه في ذلك.
وعندما استوطنت قريش مكة كانت القبائل تتعاون في الكسوة، حتى جاء "أبوربيعة بن المغيرة المخزومي" فكان يكسوها سنة وقريش سنة، فسمي ب "العدل".
كانت الكعبة قبل الإسلام تُكسى في يوم عاشوراء، ثم صارت تُكسى في يوم النحر، وكانوا يأتون في ذي القعدة فيعلقون كسوتها إلى نحو نصفها، فتصير الكعبة كهيئة المحرم،
فإذا حل الناس يوم النحر كسوها الكسوة الجديدة، وتعد "نبيلة بنت حباب" أم العباس بن عبد المطلب أول امرأة تكسو الكعبة في الجاهلية.
كسوة النبي
وكانت أول كسوة للكعبة في الإسلام في عام (9ه)، وكساها النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة في حجة الوداع بالثياب اليمانية، وأقر أن يتحمل بيت مال المسلمين
نفقتها، واقتدى الخلفاء الراشدون بهذه السنة، فكانوا يكسونها بالثياب القباطية، وهي ثياب بيضاء تصنع في مصر، وكان عمر بن الخطاب ينزع ثياب الكعبة في كل سنة
فيقسمها على الحجيج، ونالت مصر شرف صناعة الكسوة ، فكانت تحاك في مدينة الفيوم.
اهتم الأمويون بالكسوة فكساها "معاوية" كسوتين في العام، كسوة الديباج تعلق يوم عاشوراء، وكسوة القباطي في آخر شهر رمضان، وكان أول من طيب الكعبة وأجرى لها
الطيب لكل صلاة، وخصص لها عمالاً ليخدموها، وسار على سنته الأمويون.
واهتم العباسيون أيضاً بالكسوة فكانت تصنع من أجود أنواع الحرير، وتكسى في بعض السنوات ثلاث مرات في السنة، وعندما ضعفوا كانت الكسوة ترسل من بعض ملوك الهند،
أو فارس، أو اليمن، لكن ظلت مصر تختص بها.
وتنافست الأقطار الإسلامية بعد سقوط بغداد (656ه) على كسوة الكعبة، وبرز دور مصر خاصة في عهد الفاطميين واستمر حتى القرن (14ه)، حيث كانت الكسوة ترسل من مصر
كل عام.
وأوقف السلاطين المماليك أملاكاً كثيرة للكسوة، وهو ما أعطاها الاستمرار.
وعندما جاء العثمانيون إلى مصر ورثوا عن المماليك إعداد الكسوة، وكانوا يبالغون في زركشتها والاحتفاء بخروجها من مصر، وزادوا في حجم الأوقاف التي تخصص للكسوة،
وظلت الأوقاف المخصصة للكسوة في تزايد مستمر لمواجهة تكاليف ارتفاع الأسعار.
واختصت مصر بالكسوة الخارجية، في حين انفردت الدولة العثمانية بكسوة الكعبة الداخلية، وبقيت مصر تصنع أقمشة الكسوتين الداخلية والخارجية كلها إلى عام (1118ه)،
حيث حيكت كسوة الكعبة الداخلية في إستانبول، واستمر العثمانيون في إرسالها إلى عهد السلطان "عبد العزيز بن محمود الثاني".
وفي أثناء حكم محمد على باشا لمصر، فتوقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة ست سنوات، ولم ترسل إلا في (شوال 1228ه)، وانتهى أمر صناعة الكسوة في حي الخرنفش بالقاهرة.
في السعودية تم إنشاء مصنع "أجياد" لصناعة الكسوة بعد عام (1927م) وكان أغلب العاملين به من الفنيين الهنود مع بعض السعوديين، وفي عام (1934م) غادر الفنيون
الهنود المصنع، وكسيت الكعبة بأول كسوة سعودية، وكان عام (1962م) هو آخر عام لإرسال الكسوة المصرية للكعبة، حيث أنشأت المملكة العربية السعودية في عام (1977م)
مصنعاً جديداً لكسوة الكعبة بمنطقة "أم الجود" بمكة المكرمة.
المحمل
كلمة "المحمل" غريبة على أذهان الكثير من المسلمين في الوقت الراهن، رغم شهرتها الواسعة في السابق، حيث كان المسلمون ينتظرون خروج المحمل الذي يحمل كسوة الكعبة
بكثير من الشغف، ويتحينون الخروج ويحتفلون به ، ويودعون المحمل بالأشواق والدموع، والتمنيات أن يكونوا ضمن الذاهبين إلى الحج وزيارة المشاعر المقدسة، ثم ينتظرون
الشهور لعودة المحمل بالكسوة القديمة التي يوزعون قطعاً منها على المساجد العتيقة وبعض الوجهاء.
والمحمل إطار خشبي كان ُيحمل في داخله ستارة الكعبة المشرفة وكسوتها، وكان يغطى بالحرير المزركش، ويأخذ شكل الكعبة في تكعيبها في نصفه السفلي، أما النصف العلوي
فكان يأخذ شكل الهرم أو الخيمة حسب الفترة التاريخية التي كان يصنع فيها أو البلد القادم منها.
وكانت الجمال هي التي تسير في قافلة المحمل، إلا أن جملاً واحد كان يخصص لحمل كسوة الكعبة، وكان يصاحب المحمل في خروجه إلى الأراضي المقدسة وعودته منها احتفالات
يشارك فيها الأمراء والأعيان والعلماء والشعب.
تقاليد
ومن التقاليد المتبعة أن جمل المحمل الذي يحمل هودج كسوة الكعبة المشرفة لا يركب فيه أحد، وذلك تقديساً لما يحمل، وكان يوضع مصحف شريف في قمة هيكل المحمل؛ دلالة
على الارتباط القوي بالذكر الحكيم.
أقدم المحامل
أما تاريخ خروج أول محمل على وجه التحديد فهو غير معروف، لكن عموماً يعد المحمل الشامي أقدم المحامل من حيث النشأة والتي من المرجح أن تعود إلى الدولة الأموية.
كانت المحامل تتعرض للكثير من الأخطار، منها ما يتعلق بالطقس حيث كانت غالبيتها تسير في الصحاري القاسية، وتتعرض لعمليات السطو المتكررة من البدو، بل تتعرض
لبعض الأوبئة نظراً لتقلبات المناخ وتغير البيئات، وكانت تحمل ما يعرف ب"الصرة" والتي اختلفت حسب البلد الخارج منه المحمل أو الرخاء الذي تتمتع به، فكان حجمها
ضخماً يصل في بعض الأحيان (200) ألف قطعة وكان بالمحمل خاصة المصري عدد من الوظائف فهناك "أمير المحمل" و"القاضي" و"رئيس حرس المحمل" و"أمين الصرة" ... إلخ.
وبعد إنشاء سكة حديد الحجاز صار المحمل النبوي أو موكب الصرة السلطانية يرسل عبر القطار، تماشياً مع روح العصر آنذاك.
ويحتفظ المتحف الأنثوجرافي التابع للجمعية الجغرافية بالقاهرة بهيكل كامل للمحمل المصري، بعدما توقف إرسال المحمل بعد قيام ثورة يوليو 1952م.
إرتفاع الكعبة المشرفة
إرتفاع الكعبة المشرفة : 14متر إرتفاع الباب عن الأرض : 2.25متر
إرتفاع الباب : 3.10متر إرتفاع الحجر الأسود : 1.10متر
إرتفاع جدار الحطيم : 1.32 م الطول من جهة الملتزم : 12.84 م
الطول من الحطيم : 11.28 م الطول بين الركن اليماني و الحطيم : 12.11 م
الطول بين الركنين : 11.25 م عرض جدار الحطيم : 1.6 م
المحيط الخارجي لجدار الحطيم : 21.57 م إرتفاع جدار الحطيم : 1.32 م
طول المدخل من جهة الركن العراقي : 2.29 م طول المدخل من جهة الركن الشامي : 2.23 م طول فتحة الحطيم : 8.77 م المقدار الداخل في الكعبة المشرفة من الحطيم :
3 م المسافة بين جدار الكعبة المشرفة و جدار الحطيم : 8.46 م طول الصافي الميزاب : 2.53 م
المقدار الخارج من الجدار : 1.95 م المقدار الداخل في الجدار : 58 سم ارتفاع الميزاب : 23 سم عرضه الميزاب : 26 سم طول الشاذروان من جهة الملتزم : 12.84 م طول
الشاذروان بين الركنين : 11.25 م طول الشاذروان بين الركن اليماني : 12.11 م طول العتبة : 11.28 م إرتفاع العتبة : 13 سم عرض العتبة : 45 سم طول باب التوبة
: 2.30 م عرض باب التوبة : 70 سم طول قفل مفتاح باب الكعبة المشرفة : 34 سم ارتفاع القفل : 6 سم إرتفاع الكسوة : 14 م وزن الحرير المستخدم : 670 كغ مساحة سطح
الكسوة : 658 متر مربع طول حزام الكسوة : 45 م
عرض حزام الكسوة : 95 سم عدد قطع الحزام : 16 قطعة ( 4 * 4 ) عدد أعمدة الكعبة المشرفة : 3 أعمدة طول قطر الأعمدة : 44 سم المسافة بين الأعمدة : 2.35 م المسافة
بين الأعمدة و الجدار : 1.75 م المسافة بين الصفا و الكعبة المشرفة : 130 م المسافة بين المروة و الكعبة المشرفة : 300 م
المسافة بين الحجر الأسود و مقام إبراهيم عليه الصلاة و السلام : 14.5 م المسافة بين مقام إبراهيم عليه الصلاة و السلام و الركن الشامي : 14 م المسافة بين مقام
إبراهيم عليه الصلاة و السلام و الشاذروان : 13.25 م الطول الداخلي للكعبة بين الحجر الأسود و الركن العراقي : 9.89 م
الطول الداخلي للكعبة بين الركن العراقي و الركن الشامي : 8 م الطول الداخلي للكعبة بين الركن الشامي و الركن اليماني : 10.15 م الطول الداخلي للكعبة بين الركن
اليماني و الحجر الأسود : 8.24 م عدد قطع الحجر الأسود : 8 قطع